الأحد، 7 فبراير 2010

العودة الى الحاضر

الزلزال



مأساة من ثلاثة مشاهد

بقلم
عبد الكريم وحمان

الشخصيات

محمود : 36 سنة
كلثوم : 32 سنة . زوجة محمود
علاء : 38 سنة . أخ كلثوم
عدنان : 36 سنة . صديق العائلة



المشهد الأول



المشاهد الثلاثة في نفس الديكور.
غرفة الجلوس عند الزوجين محمود و كلثوم.
طاولة في الوسط و أريكة إلى اليمين. على الحائط نرى صورة محمود و كلثوم ليلة العرس.

يدخل علاء وكلثوم. علاء يحمل هدية.

كلثوم : أشكرك يا أخي علاء على هديتك التي اشتريتها لأبني أيمن بمناسبة عيد ميلاده الثالث.
علاء : أنا لا أريد شكرا و لا أي كلمة يا كلثوم. أنا أريد رؤية ابن أختي و أحمله بين يدي. لقد مر أسبوع لم أره فيه.
كلثوم : للأسف أيمن نائم الآن. و لكن في المساء سيكون متيقظا كالعادة و يشغل الشقة بشقاوته و لعبه.
علاء ( يتنهد بعمق ) : لكم تمنيت أن يكون لي أبناء يا كلثوم. أنت تعرفين مدى حبي لهم .... ولكن ... ( لا يكمل كلامه )
كلثوم : ألا تفكر في تطليق زوجتك العاقر و البحث عن زوجة أخرى حتى تنعم بطفل يرث اسم العائلة؟ من حقك أن تفكر في مصلحتك.
علاء : تعرفين جيدا يا كلثوم مدى حبي الشديد لزوجتي بشرى. فقصة حبنا دامت ست سنوات لتتوج أخيرا بالزواج.
كلثوم : و لكن ، ما فائدة الحب إذا لم يكن هناك أطفال؟ الأطفال هم تتويج لهذا الحب.
علاء : تعرفين أنني لا أستطيع العيش مع امرأة أخرى غير بشرى.... ثم إن هذا قدري، أن أكون زوجا لامرأة عاقرة. خصوصا و أنا أحبها كما لم أحب أي امرأة.... على أي ، لنترك هذا الحديث جانبا و قولي لي أين هو زوجك محمود؟ أليس في البيت؟
كلثوم : لقد خرج منذ ساعتين تقريبا مع صديقه عدنان لشراء هدية لأيمن. لن يتأخر .
علاء : أنت فعلا امرأة محظوظة. فقد وهبك الله زوجا محبا و مخلصا و ابنا ، رغم شقاوته ، إلا أنه محبوب من كل الذين يعرفونكم.
كلثوم : الحمد لله على كل حال. يقسم الأرزاق كيفما يشاء...... فعلا و كما قلت محمود أفضل زوج تحب أي امرأة أن يكون بجوارها في هذه الحياة. فهو مخلص و محب لعائلته و لا يدخر جهدا في إدخال السعادة إلى بيته. يجب أن تراه و هو يداعب أيمن. انه ينسى كل ما يحيط به و ينقلب في لحظة إلى طفل في سن أيمن.
علاء : أتمنى من الله أن لا يحرمكما من بعضكما. و كما يقول المثل : وافق شن طبقة.

( يفتح باب الشقة و يدخل محمود متبوعا بصديقه عدنان، وكل واحد منهما يحمل هدية بين يديه )

كلثوم : أين كنت كل هذه المدة؟ لقد تأخرت كثيرا.
محمود ( يبتسم ) : الذنب ليس ذنبي. بل ذنب هذا الشخص المرافق لي. هو الذي أصر على أن أرافقه لقضاء مصلحة عند أحد عملاءه. و قد اشترى هدية عندما علم أن اليوم هو يوم ميلاد أيمن.
كلثوم : شكرا لك يا عدنان على الهدية. و لماذا لم تحضر معك زوجتك إيمان؟
علاء : ألا تعلمين يا كلثوم أن إيمان سافرت إلى شمال البلاد في زيارة عائلية و تركت وراءها عدنان وحيدا؟و لا أخفيك سرا ، من هي هاته المرأة العاقلة التي تستطيع معاشرة شخص كعدنان. انه شخص لا يطاق.
كلثوم : لا تقل هذا الكلام يا أخي. عدنان شخص شهم و متخلق و لطالما سمعت إيمان تذكره بأشياء ايجابية.
عدنان ( مخاطبا علاء ) : أسمعت هذا يا علاء؟ ( مخاطبا كلثوم ) أشكرك كثيرا يا كلثوم على إطراءك و كلامك الطيب في حقي. ( يبتسم ) الحقيقة أن علاء يكرهني و لا يطيق رؤيتي حتى. و قد بدأ هدا مند رفضت أن يكون شريكي في الشغل.
محمود : كفاكما أنتما الاثنين. ألن تتغيرا و تنضجا قليلا؟ لم تعودا طفلين .
عدنان : بالمناسبة ، أين هو أيمن الصغير؟ أنا متلهف لرؤيته و إعطاءه هديته.
كلثوم : لقد تعب من اللعب و هو الآن غارق في النوم. في المساء عندما نقوم بالاحتفال الذي سنقيمه ستراه و تلعب معه كما تشاء.
عدنان ( ينظر إلى ساعة يده ) : لا بد لي أن أرحل. لقد تذكرت موعدا هاما مع أحد العملاء.
محمود : ألن تتناول وجبة الغداء هنا. لقد قلت لي.....
عدنان : أنا آسف جدا. لقد تذكرت لتوي هذا الموعد الهام و الذي يخص بضاعة أريد شراءها من أحد الأشخاص.
كلثوم : و لكن ، سنراك قطعا في حفلة المساء؟
عدنان : قطعا. و من يستطيع التخلف على حفلة ميلاد ولي العهد أيمن؟
محمود : إذا موعدنا مساءا إنشاء الله.
عدنان ( يعطي هديته لكلثوم ) : خدي هدية أيمن.
كلثوم ( تأخذ الهدية ) : ألف شكر لك يا عدنان على الهدية.
علاء : يجب أن أذهب أنا أيضا. لقد وعدت زوجتي بشرى أنني سأعود للبيت مبكرا.
كلثوم : لا تنس يا أخي أن تحضر بشرى مساءا.
علاء : بالطبع لن أنسى. ( ينظر إلى عدنان ) لنذهب.
عدنان : هيا بنا. يوم سعيد.
محمود : نلتقي في الثامنة مساءا إنشاء الله.

( يخرج علاء و عدنان )

محمود : سأذهب لأغير ملابسي.
كلثوم : و أنا سأبقى هنا لترتيب الأثاث.

( يخرج محمود و لكن بعد لحظات قليلة يسمع وقع شيء يقع على الأرض)

كلثوم : يا الهي. ماذا حصل؟ ما مصدر هذا الصوت؟ ( تخرج و هي تنادي ) محمود.... محمود..... ماذا وقع؟

تخرج كلثوم




المشهد الثاني



تدخل كلثوم و علاء

علاء : ما الذي وقع لمحمود يا أختاه؟ بمجرد سماع صوتك على الهاتف مفزوعة وسماعك تتفوهين بكلام غير مرتب جئت بأسرع ما أستطيع.
كلثوم : لقد وقع حادث لمحمود .... أنا السبب... أنا السبب....
محمود : أرجو أن تهدئي و تحكي لي ماذا حصل حتى اعرف ما الذي يجب عمله.
كلثوم ( تتنفس بعمق و تمسح دمعة من عينها اليمنى ) : بمجرد أن غادرت بصحبة عدنان ، قال لي محمود انه سوف يذهب لتغيير ملابسه.... و لكن عندما وصل الغرفة.... انزلقت رجلاه و وقع على الأرض و قد اصطدم رأسه بالبلاط... و الذنب ذنبي.... كنت قد نسيت لعبة أيمن و هي عبارة عن سيارة صغيرة الحجم على الأرض... أنا السبب لما وقع لمحمود....
علاء : يا الهي..... و هل أحضرت الطبيب؟ هل كشف عليه أحد؟
كلثوم ( مضطربة. لا تجيب )
علاء : أرجوك يا أختي .... هدئي من روعك و احكي لي ما وقع حتى أستطيع فهم مدا خطورة الموقف.
كلثوم : عن ماذا كنت تسأل؟
علاء : سألتك هل استدعيت الطبيب؟
كلثوم : نعم... نعم... فكما تعلم في الشقة المقابلة لشقتنا يقطن الطبيب نورالدين. حضر و كشف عليه و أعطاه مسكنات.
علاء : و ماذا قال الدكتور نورالدين بعد الكشف على محمود.
كلثوم : قال أن حالة محمود ليست بخطيرة...... ربما سيحس بصداع لمدة قصيرة ، ولكن في الصباح سيكون بخير و يمكن أن يذهب لعمله كالمعتاد.
علاء ( يزفر بصوت مسموع ) : الحمد لله على أن الحالة غير خطيرة.
كلثوم : أنا لن اطمئن على محمود حتى يقوم بصور إشعاعية لرأسه لأطمئن عليه مائة بالمائة.
علاء : هل الدكتور نورالدين هو من اقترح هذا؟
كلثوم : كلا.... و لكن محمود زوجي أنا و أنا التي يجب أن أطمئن على محمود.... يجب أن تأخذ محمود لعمل صور إشعاعية لرأسه.
علاء : طالما أن الدكتور قال لا داعي لذلك، فمن رأيي أن ...
كلثوم ( مقاطعة ) : يجب أن تقوم باصطحاب محمود لعمل الصور الإشعاعية.
علاء : هدئي من روعك و سوف أقوم بما تريدين . ( يستمع ) أسمع حركة في غرفة النوم. محمود قادم إلى هنا.
كلثوم : لا يمكن.... يجب أن يخلد للراحة.

يدخل محمود . ينظر إلى المكان في استغراب. و يزيد استغرابه عندما يرى كلثوم و علاء.

محمود : أين أنا؟ و من انتم؟
كلثوم ( تخاطب علاء ) : هذا ما كنت أخشاه.... يجب أن تأخذ محمود إلى المختبر لعمل الصور.
علاء ( يقترب من محمود ) : كيف حالك يا محمود؟ بماذا تحس؟
محمود ( يبتعد عنه و ينظر إليه في استغراب ) : من أنت ؟ و كيف تعرف أسمي؟ و من هاته المرأة ؟ و ماذا أفعل هنا؟
علاء : أنا علاء، أخو زوجتك ( يشير بيده لكلثوم ) كلثوم . و خال ابنك أيمن؟
محمود : زوجتي؟؟؟؟ و لكن أنا غير متزوج. و لن أتزوج إلا بلمياء.
علاء : لمياء؟ من تكون لمياء ؟
محمود : و من تكون أنت لأحكي لك أموري الشخصية. أرجو أن تخبراني ماذا أفعل هنا في هذا البيت الغريب و إلا اضطررت لاستدعاء الشرطة.
كلثوم ( تهمس في أذن علاء ) : ماذا وقع لمحمود؟ هل جن؟
علاء ( يهمس لكلثوم ) : ربما..... هناك احتمال أن يكون محمود قد فقد ذاكرته
كلثوم : ماذا؟؟؟؟
علاء ( يخاطب محمود ) : أنظر جيدا . ألا تتذكرني؟ ألا تتذكر زوجتك و أم ابنك أيمن؟
محمود : ما هذا التخريف يا هذا؟ قلت لك لست متزوجا و بالتالي ليس لي أبناء. لا بد أنكم تلعبون لعبة ما علي. يجب أن اتصل بالشرطة.
علاء ( يشير إلا الصورة المعلقة على الحائط حيث يظهر محمود و كلثوم في ليلة زفافهما ) : أنظر إلى هذه الصورة جيدا. أليس ذلك الشخص هو أنت؟
محمود ( ينظر إلى الصورة في ذهول تام )
علاء : إنها صورة تذكارية لك و لأختي كلثوم ليلة زفافكما. ألا تتذكر؟
محمود ( في ذهول ) : أنا لا أتذكر شيئا..... أين أنا؟
علاء : أنت في بيتك.
محمود : هذا ليس بيتي. بيتي أكبر من هذه الشقة. بيتي يتكون من ثلاثة أدوار.
علاء : عن ماذا تتحدث؟ ليس لك بيت سوى هذا...... قل لي يا محمود، بماذا تشعر؟
محمود : أشعر بصداع خفيف في رأسي.... و لكني أعي جيدا ما أقول. أنا لست بمجنون.
علاء ( يحاول أن يربت على كتف محمود و لكن محمود يتراجع خطوة إلى الوراء خوفا من علاء ) : لا أحد يتهمك البتة بالجنون. أنصحك أن تخلد للنوم. و في الصباح ستعود المياه إلى مجاريها.
محمود : أنا لا أريد النوم. أريد أن افهم ما الذي يحصل لي.
علاء : لقد وقعت على الأرض و اصطدمت رأسك بالأرض.
محمود ( يتذكر ) : ..... أنت تكذب.... آخر ما أتذكره أنني كنت في السيارة برفقة ..... برفقة عمر رفيقي في الشغل ...... و..... وقعت حادثة.
علاء : لم تقع حادثة. بل وقعت منذ حوالي أربع ساعات و ...

يسمع طرق على الباب

كلثوم : علاء .... أحدهم يطرق الباب.
علاء : لا يهم.... عندنا ما هو أهم من أي طارق. ( ينظر إلى محمود ) حاول أن تركز معي.... ألا تتذكر أي شيء؟ هل نسيت أن اليوم عيد ميلاد ابنك أيمن؟ أنه بلغ الثالثة من عمره؟
محمود : قلت لك لست متزوج و ليس لي أولاد.

يتكرر الطرق على الباب

كلثوم : سأذهب لأرى من الطارق.

تختفي كلثوم للحظات و تظهر متبوعة بعدنان.

عدنان ( يخاطب كلثوم ) : ما الذي يقع هنا يا كلثوم؟ لقد قلتي لي أنه وقع مكروه لمحمود و أنا أراه أمامي متعافي و لا يعاني من أي شيء. هل هذه مزحة؟
محمود ( يحدق في عدنان ) : صديقي عدنان..... ماذا تفعل هنا؟ و هل تعرف هذه السيدة؟
عدنان ( غير مصدق لما يسمع ) : عن أي سيدة تتحدث؟
علاء ( يهمس في أذن عدنان ) : لقد وقع محمود على الأرض و ارتطمت رأسه بالأرض.... و يبدو أنه فقد الذاكرة.
عدنان : ماذا؟ فقد الذاكرة؟ غير معقول؟
علاء : لقد نسي انه متزوج و لا يتعرف علي.... و لكن كيف يعقل أن يتعرف عليك أنت؟
محمود : ماذا يهمس لك هذا الغريب؟ هل أنت أيضا متآمر معهم ضدي؟
علاء : لا أحد يتآمر عليك. هذه زوجتك و هذا صهرك علاء.... هل نسيت حياتك أم ماذا؟
محمود : أنا غير متزوج كما تعلم.... كما تعرف إنني لن أتزوج إلا من لمياء. هي حب حياتي.
عدنان : لمياء؟؟؟ ألا زلت تذكر لمياء؟
علاء ( مخاطبا عدنان ) : من هي لمياء هذه؟ للمرة الثالثة يذكر فيها هذا الاسم أمامنا.
عدنان ( مخاطبا علاء ) : سأشرح لك فيما بعد. ( يلتفت إلى محمود ) محمود ..... قل لي يا صديقي.... ما آخر شيء تتذكره.
محمود :.... أنت تعرف. لقد غادرنا منزلك أنا و عمر في سيارته.... ثم وقع حادث. ..... و لا أتذكر شيئا بعدها.
علاء : عن أي حادث يتكلم محمود ؟ هل هو يهدي؟
عدنان ( بعد تفكير عميق ) : للأسف لا. لقد وقع له حادث برفقة زميل له في الشغل يدعى عمر.
محمود : إذا أنا لست بمجنون.
علاء : هل يمكن أن تشرح لنا ماذا يجري هنا؟
عدنان : سأحكي لكم القصة: كنت أنا و محمود نعيش في مدينة الدار البيضاء...
محمود ( مستغرب ) : ما هذا ؟ لماذا تقول كنا بصيغة الماضي؟
عدنان : لأننا الآن نعيش في مدينة مراكش.
محمود : ماذا ؟؟؟ مدينة مراكش؟؟؟
كلثوم : أرجو أن تشرح لنا ماذا يقع لزوجي يا عدنان.
عدنان : لقد وقعت حادثة لمحمود و عمر في أحد شوارع الدار البيضاء. أصيب محمود في رأسه و فقد الذاكرة.
محمود : ماذا؟؟؟ أنا فقدت الذاكرة؟؟؟
عدنان ( بكل هدوء ) : أجل .... و هذا الحادث وقع منذ ست سنوات.
محمود : ست سنوات؟؟؟؟ لا بد أنك تمزح.
عدنان : هذا هو الواقع. و عندي أوراق تنبث صحة ما أقول.
علاء : إذا كان قد فقد ذاكرته منذ ست سنوات.... فماذا يحصل الآن؟ لماذا لا يتعرف على زوجته و علي؟
عدنان : يبدو انه أسترجع الذاكرة و بالتالي فلن يتعرف عليكم ، لأنه و بكل بساطة لم يتعرف عليكم إلا في المرحلة التي كان فيها فاقدا الذاكرة.
كلثوم : لا زلت لا أفهم ما ترمي إليه.
عدنان ( بعد صمت قصير ) : بكل بساطة ، أنت و علاء و حتى ابنه أيمن مجرد أغراب بالنسبة له. انه لا يعرفكم. هو يتذكر حياته في مدينة مراكش, لا يتذكر ما وقع في الست سنوات الماضية. لأنه و بكل بساطة كان فاقدا للذاكرة.


ظلام




المشهد الثالث



يدخل محمود و عدنان.

محمود : أرجوك يا عدنان.... اشرح لي ماذا حصل معي منذ ..... منذ حادثة السير و كيف وصلت إلى هذا البيت الغريب.
عدنان : سأحكي لك القصة بكل بساطة : بعد الحادث ، فقدت الذاكرة . و بما أنك وحيد ليس لديك والدين فقد تكلفت أنا بك و أصبحت .... لنقل..... ولي أمرك ريثما تستعيد عافيتك و ذاكرتك. في نفس الفترة بدأت حالك تتدهور . أنت تعلم انك مصاب بالربو . و قد نصحني الأطباء باخدك إلى مدينة يكون فيها الجو جافا وصحيا و مناسبا لك. و كان اسم مراكش أول مدينة يخطر على بالي. انتقلنا إلى مراكش و وجدت لك عملا في مصنع علاء، أخو زوجتك كلثوم. و بحكم الاحتكاك بهذه الأخيرة نشأت بينكم علاقة ثم تتويجها بالزواج..... هذه هي القصة باختصار.
محمود : و.... كيف هي كلثوم؟ أقصد من ناحية الأخلاق و المعاملة.
عدنان : يمكن أن ألخص لك ما تود معرفته في كلمة واحدة : كلثوم ملاك بكل ما للكلمة من معنى.
محمود ( محرج شيئا ما ) : وكيف هي علاقتي بكلثوم؟ أقصد كيف كنت أتعامل معها؟
عدنان : أنت تحبها أكثر من نفسك و تعشقها لدرجة لا تتصور.
محمود : و لكن .... ألم تلاحظ هي أو أخوها علاء تصرفاتي غريبة أو مريبة بعض الشيء؟ أعني لم أكن في وعيي... أقصد كنت فاقدا للذاكرة.
عدنان : كانت تصرفاتك عادية سواء مع علاء أو كلثوم أو العمال في المؤسسة حيث تعمل.
محمود : و الآن يجب أن أبدأ كل شيء من جديد.... يعني يجب أن ...... ( كأنما تذكر شيئا ) و لكن ، لماذا أسأل هذه الأسئلة؟ هذه ليست حياتي و ليست ما كنت أحلم به. أنا حياتي و أحلامي في مدينة الدارالبيضاء. سوف أعود إلى هناك و أبدأ من جديد.
عدنان : لا تنس انك متزوج و أب لأبن أتم اليوم عامه الثالث.
محمود : أنا لا أعرف زوجتي و لم أقابلها في حياتي. أنا سأتزوج من لمياء.... هي المرأة التي أحببت حقا. هل تعرف أي أخبار عنها؟
عدنان : لم تكن قد عرفتني عليها من قبل.... ولكن، وبعد ثلاثة سنوات من الحادثة و أشهر قليلة من زواجك بكلثوم ، تلقيت مكالمة هاتفية من امرأة تقول أنها تدعى لمياء و تدعي أنها خطيبتك. أخبرتها أنك عريس جديد. أقفلت الهاتف دون أي كلمة. ثلاثة أشهر بعد ذلك ، اتصلت بي مرة أخرى و قالت أن أخبرك أنها قررت الزواج من ابن خالتها المقيم في كندا.
محمود ( مضطرب ) : ماذا ؟؟؟؟ تزوجت من ابن خالتها المقيم في كندا؟؟؟ لماذا لم تخبرني بذلك في حينه؟
عدنان ( ينظر إليه في استغراب ) : و لكن.... كنت فاقدا للذاكرة و لا تتذكر أي شيء له علاقة بالماضي. هل نسيت؟
محمود ( يجلس على الأريكة و هو حزين ) : كندا؟؟؟؟؟ يعني أنني فقدت لمياء.... حب حياتي ....إلى الأبد.
عدنان : لا تنس أنك متزوج الآن من كلثوم و أنك أب لأيمن.
محمود : أي زواج هذا؟ أنا لا أرغب لا في كلثوم و لا في أي امرأة أخرى. كان زواج بدون إرادتي.
عدنان : بالعكس ، أنت من أصر على أن يتم هذا الزواج بسرعة.
محمود : ولكني لم أكن أعي ما أقول.... كنت فاقدا للذاكرة.
عدنان : ستتعود على الأمر. أنا لا أطلب منك التعجل. ستعود الأمور كما كانت بينك و بين كلثوم و سوف تحبها كما كنت تحبها و أنت فاقد للذاكرة.... ( ينظر إلى ساعة يده ) يجب أن أذهب. عندي لقاء مهم مع أحد الأشخاص.
محمود : أين تذهب؟؟ وكيف تتركني وحيدا في هذا البيت الغريب؟ ( ينهض من الأريكة ) أنا ذاهب معك. أنت الشخص الوحيد الذي أعرفه.
عدنان : لن تأتي معي و لن تغادر هذا البيت. يجب أن تتحمل مسؤوليتك كزوج و أب.
محمود : كيف يعقل هذا؟؟ زوج لا يعرف زوجته أو ابنه؟
عدنان : لقد قلت لك لا تستعجل الأمور. ستتعرف إلى زوجتك و ابنك و تعود الأمور إلى مجاريها

تظهر كلثوم

عدنان : أهلا كلثوم. أين هو علاء؟
كلثوم : تركته في الغرفة يلعب مع أيمن. هل تود أن أنادي عليه؟
عدنان : لا داعي لذلك. يجب أن أذهب الآن. عندي موعد مهم.
كلثوم ( تنظر في اتجاه محمود ثم تخاطب عدنان ) : كيف تتركنا.... ومحمود في هذه الحال؟ يجب أن تبقى.
عدنان ( يبتسم ) : أعتذر.... لا يمكنني أن أفعل أي شيء. محمود زوجك وأنت تعرفينه أكثر مني. سلام.

يخرج عدنان

يبقى الزوجان واقفان ، كل منهما ينظر إلى الأرض في صمت.
بعد لحظات ، تنظر كلثوم إلى محمود.


كلثوم : هل تريد أن تأكل شيئا يا محمود؟ هل تشعر بالجوع؟
محمود : شكرا لك يا سيدتي.... أقصد ..... ( لا يستطيع النطق بكلامه فيلزم الصمت )
كلثوم ( تمد يد المساعدة إلى محمود ) : أنا كلثوم ... أنا زوجك.
محمود ( مرتبك ) : آسف ... أعرف اسمك و لكن..... لا أستطيع النطق به.... اعذريني...
كلثوم : لا بأس . ستتعود على الأمر..... سنتعود على الأمر.
محمود ( ينظر إلى كلثوم و كأنه يقوم بدراسة تفاصيل وجهها )
كلثوم : لمادا تنظر إلي هكذا؟ هل تذكرت شيئا؟
محمود ( ينظر إلى الأرض خجلا ) : أسف.... و لكن هذه أول مرة أشاهد فيها وجهك عن قرب.
كلثوم ( تبتسم محاولة إذابة الجليد بينهما ) : و كيف تجدني ؟ جميلة أم لا؟
محمود ( ينظر إليها بحب ) : أنت أجمل امرأة شاهدت في حياتي ..... ( لكن ينظر إلى الأرض بسرعة خجلا و مضطربا ) أرجو أن تعذري صراحتي يا سيدتي.... لقد تجاوزت حدودي و حدود اللياقة و الأدب.
كلثوم ( تقترب من محمود و تمسك بيده ) : تجاوز حدود اللياقة و الأدب كما تشاء. أنا زوجك...حلالك.... يعني تستطيع أن تتغزل في.... أن تلاطفني.... أن تلمسني.... أن تقبلني....
محمود ( ينزع يده من يد كلثوم و يبتعد خطوتين ) : لا أعرف ماذا أقول و كيف أتصرف.... أنا اعرف انك زوجتي و انه يجب أن أتصرف أفضل من هذا.... و لكن أرجو أن تعذريني . فأنا أمر بأوقات جد عصيبة و لا أدري ماذا أفعل.
كلثوم : لا عليك. أنا أتفهم الموقف.... قل لي يا محمود ، ألا تحب أن تلعب مع أبنك أيمن و تقدم له هديته؟ لا تنسى أن اليوم عيد ميلاده الثالث.
محمود ( مستغرب ) : هدية ؟ آه .... هدية. و لكن يجب أن اشتري له هدية كي أقدمها له.
كلثوم ( تبتسم ) : و لكنك اشتريتها منذ الصباح ..... أقصد قبل أن تنزلق رجلك و تقع على الأرض.
محمود : و ما نوع الهدية التي اشتريت لأبنك أيمن؟
كلثوم : ابننا أيمن ...
محمود : آسف . أنت محقة. ابننا أيمن. ( صمت قصير ) أريد أن أسألك سؤالا .... و أرجو أن لا أكون فضوليا أكثر من اللازم.
كلثوم : اسأل ما تشاء. أنت زوجي و حبيبي و شريكي و والد ابني.
محمود : ..... كي كنت أعاملك...... أقصد .... هل كنت زوجا محبا و مخلصا أم ماذا؟
كلثوم : كنت أكثر من ذلك. كلمات الغزل تتدفق من فمك كل حين، و حبك لي و لابنك باد عليك في كل كلمة و حركة تقوم بها. كنت بمثابة الزوج و الحبيب و الصديق و الأخ و الأب بالنسبة لي.
محمود ( صمت قصير ) : يمكن أن اطلب منك شيئا يا ...... كلثوم؟
كلثوم ( الفرح باد عليها ) : أي شيء .... أي شيء. أنا مستعدة لأفديك بروحي لو طلبت يا زوجي العزيز.
محمود ( بعد تردد قصير ) : هل يمكن أن تمنحيني وقتا قصيرا حتى.... حتى أتعرف عليك جيدا و استطيع التأقلم مع حياتي الجديدة؟
كلثوم : كل الوقت. و سأفعل ما في وسعي لمساعدتك إن احتجت لي. ( تمسك يده. ينظر إليها محمود و يبتسم ) ألا ترغب في التعرف على ابنك أيمن و تلعب معه؟
محمود ( ترتسم ابتسامة على شفتيه ) : بلا ... أنا في أشد الشوق للعب مع .... ابني أيمن.

يخرج الزوجان ، و كلثوم ممسكة بيد محمود



النهاية






مسرحيتان هزليتان بالدارجة

D’après l’œuvre abondante de l’écrivain Guy de Maupassant, on va lire l’une de
Ses Nouvelle intitulée « la parure », mais dans sa version marocaine.


مسرحية قصيرة من خمسة مشاهد

الشخصيات

الزوج عثمان
الزوجة جليلة
ابنة خالة الزوج يسرا



المشهد الأول



في بيت الزوجين عثمان و جليلة.

يسمع باب البيت يفتح

الزوجة : عثمان؟ ياك ما كاين باس؟ ماشي من عادتك تتعطل فالخدمة؟
عثمان : ماشي فالخدمة فين تعطلت. تعطلت حيت مشيت للكوميسارية.
جليلة : الكوميسارية؟ و اشنو داك للكوميسارية يا ودي؟ ياك ما كاين باس؟
عثمان : شفرو لي الموتور ديالي.
جليلة : شفرو الموتور؟ امتى شفروه؟ و كيفاش شفروه؟ و اشنو كنتي تتدير حتى شفروه؟ و أش من ساعة شفروه؟
عثمان : الله يخليك أ جليلة. بحرا كملت المحضر مع البوليس و ما في للي يعاود نفس الأسطوانة هنا ثاني. راه مهلوك و ميت بالجوع و الفقسة ديال سرقة الموتور ما خلات لي العقل نفكر.
جليلة : عاود لي على الأقل غير أشنو وقع حتى تشفر ليك الموتور؟
عثمان ( يتنفس بعمق ) : عرفت ما غادي تتفرقي مني حتى تعرفي التفاصيل و الشادة و الفادة فالقصة. غادي نعاود ليك باختصار. كيف تتعرفي اليوم تيدوز الخلاص ديال الشهر للبنك. و كيف تتعرفي تندوز ديما للشباك الأوتوماتكي نخرج الصاير ديال الشهر.
جليلة : هادشي تنعرفو. هات من الآخر.
عثمان : المهم. وقفت الموتور حدا الشباك و أنا نتلقى مع صديقي يوسف للي بحرا جا من ألمانيا. راه تتعرفيه.
جليلة : يوسف للي قرا معانا فالجامعة؟
عثمان : هو هداك أ للا. المهم. حيت شحال هادي ما شفتو.... تقريبا ست سنين، من نهار خرج لبرا. بدينا فالهضرة و هاد الموضوع تيجرنا للموضوع الآخر و ما عقلناش على الوقت حتى داز. واحد لوقيتا صونا البورطابل ديالو و قالت ليه أختو يسربي راسو. عند هاد اللحظة عاد تفكرت حتى أنا راه تعطلت. درنا موعد باش نتلقاو و مشى فحالو. منين تيريت الفلوس للي بغيت من الشباك الأوتوماتيكي و درت هداك الزرق فجيبي. جبدت السوارت باش نحل الموتور.
جليلة : لقيتيه في خبر كان.
عثمان : و دابا يا جليلة، ممكن تعتقيني بداك الغدا أو باقي عندك شي أسئلة أخرى؟
جليلة : قاد فمك يا هاد الراجل و عرف اشنو تتخرج من فمك. أنا راه مرتك و خاصني نعرف كلشي.
عثمان ( بعد صمت قصير ) : عندك الصح... سمحي لي أ جليلة . و الله إما بقى عندي الدماغ لشي حاجة. أنت تتعرفي بللي أنا موظف عادي و خلصتي كيف تيقولو حدو قدو و غير بستة و ستين كشيفة حتى جمعت خمسة آلاف درهم باش نشري هاد الموتور بون أوكازيون. و كان ناقص علي بزاف ديال المصاريف. قبل ما نديرو، كنت تنخلص تقريبا 16 درهم يوميا فالطاكسيات باش نوصل الخدمة . و منين درت الموتور و ليت تنخسر غير 7 دراهم تقريبا يوميا. و زد على هادشي كنت تنقضي بيه أغراضي و ما تنوقفش فبلاكة الطوبيس أو التاكسي و نشد الزحام و شوف واش نركب و لا لا.
جليلة : هاشي كاملو عارفاه. و أشنو المعمول دابا؟
عثمان : قيدت المحضر بحالي بحال جميع عباد الله و نتسنى ع الله يلقاه البوليس. و جاب الله تلاقيت فالكوميسارية بواحد الصديق قديم ديالي، و لد الحومة القديمة للي كبرت فيها، و واعدني يدير كل ما فجهدو باش يشد الشفار و يرجع لي موتوري فأقرب فرصة ممكنة.
جليلة : نتمناو خير. و لكن الا ما لقاوهش، أشنو المعمول؟
عثمان : مالنا على هاد الفال أ جليلة؟ خليك متفائلة.
جليلة : احتمال انك تلقاه كاين و لكن احتمال انك ما تلقاهم حتى هو وارد. داكشي علاش تنتكلم بمنطق.
عثمان : هاد المنطق غادي يسكت لي القلب الا وقع. واش عام و أنا مزير السمطة باش نجمع خمسة آلاف درهم باش نشريه و بغيتيني نبقى بعقلي؟
جليلة : غير تهنا ، ما غادي تحماق و ما غادي يوقع ليك والو. و لكن، خاصنا نعاودو نزيرو السمطة و نديرو سياسة التقشف لمدة سنة باش نشريو موتور آخر؟
جليلة : الا عندك شي حل آخر أغيثيني بيه. راه كيف تتعرفي ما قادش على كريدي من البنك و جميع صحابي موظفين عاديين بحالي و حتى شي واحد منهم ما يقدر يلفني خمسة آلاف درهم.
جليلة : خمسة آلاف درهم محال تكفيك. علاه ما سمعتيش الموتورات كبار ليهم الشان و تزادو فالثمن؟ و واخا بون أوكازيون.
عثمان : أنا تنعاود ليك مشكلتي باش تبردي علي و أنت تتزيدي تفقسيني؟....... المهم، كاين شي غدا؟ راه عصافير بطني ماتت، ماشي غير تتغوت.
جليلة : جوج دقايق نمشي نطيبو و يكون واجد. بلما تمشي تبدل حوايجك.

جليلة تهم بالخروج.

عثمان : جليلة.... أجي واحد الدقيقة الله يرضي عليك.
جليلة : مالك؟ أشنو تفكرتي؟
عثمان : كنت غادي ننسى...... صاحبي يوسف للي قلت ليك تلاقيت بيه.
جليلة : مالو حتى هو؟
عثمان : ما مالو والو. غير وكان بغى يضربها بتجويجا و عرض علي أنا و أنت.
جليلة : الله يكمل بخير. و أش من نهار إنشاء الله العرس؟
عثمان : هاد السبت فقاعة الأفراح للي موجودة فجليز.
جليلة : الله يجعل كلشي مبارك و مسعود....... و لكن كاينة واحد القضية.
عثمان : لا باقيش تذكري كلمة القضية على فمك الله يرضي عليك. تنتفكر الكوميسارية و تنتفكر موتوري.
جليلة : نبدلو الكلمة ا سي عثمان. للي بغيت نقول، عندي تكشيطة.... واخا لبستها فجوج عراسات من قبل ، و لكن عائلة يوسف ما عمرها شافتني لابساها.
عثمان : و أشنو هو المشكل؟
جليلة : الله ينجينا من المشاكل يا ودي..... غير هو الا قدرتي تقول لبنت خالتك يسرا تسلفني ديك المضمة ديال الذهب ديالها باش نلبسها فالعرس. عندها واحد المضمة تتهبل.
عثمان : و علاه مالك أللا ما تمشي عندها أنت ؟ ما عندكش اللسان أو لا أنت برانية عليها؟ سيري عندها و أنا تنعرف يسرا ما تقولش ليك لا.
جليلة : عندك الصح. غدا إنشاء الله نمشي عندها و نطلب ليها المضمة.
عثمان : و دابا، يمكن نمشيو ناكلو أو لا باقي غادي تتفكري شي حاجة أخرى؟
جليلة ( تبتسم ) : بغيتي غير تاكل و خفتي لتموت؟ زيد تبعني للكوزينة أمولاي.
عثمان : ما عمرك تتبدلي يا جليلة. ديما تتقلبي الهضرة قشابة.... المهم، سيري سبقيني للكوزينة. نمشي غير نبدل حوايجي و نجي.




المشهد الثاني



في بيت يسرا

يسمع طرق على الباب

يسرا : أصبر يا للي تيدق. هاني جايا. ( يسمع فتح الباب ثم يغلق ) يا مرحبا و ألف مرحبا بجليلة؟ كيف طرا و جرا حتى طحنا على بالك؟ مدة هدي ما جيتي لعندي.
جليلة : و الله أختي يسرا الا ديما فالبال. غير ما تنساليش.
يسرا ( تبتسم ) : للي سمعك تتقولي ما تتساليش يتسحابو خدامة فالأمم المتحدة أولا ما عرفت أشنو.
جليلة ( تبتسم ) : من حقك تقشبي علي يا للا, أنا للي هبيلة و جيت لعندك.
يسرا : يا مرحبا بيك وقتما جيتي. أنت تتعرفي الدار دارك. و كيف عامل واحد ولد خالتي عثمان؟ لباس عليه؟
جليلة : من ناحية الصحة لباس عليه. هو لباس عليه. و لكن من ناحية أخرى ما لباسش عليه.
يسرا : أش هادشي عندك؟ حجاية هادي و الا قلعتها غادي تعطيني جائزة؟ وضحي كلامك.
جليلة : أشنو غادي نقول ليك يا أختي يسرا. البارح داو الشفارة الموتور لعثمان.
يسرا : مسيكيييييييييين. وهداك الموتور هو رجليه. و مشى ديكلارا عند البوليس؟
جليلة : فالبلاصة...... و دابا هو و زهرو : يا إما يلقاوه و يرجعوه ليه أو لا يصلي عليه صلاة الجنازة و يشوف يجمع باش يشري موتور آخر.
يسرا : هداك ولد خالتي مسكين ما عندو زهر. المشاكل تتسابق باش تمشي لعندو.
جليلة : كيف قلتي، زهرو هداك.
يسرا : قولي ليه الا حتاج شي بركة باش يشري شي موتور آخر، يجي لعندي, ما يترددش,
جليلة : و منين غادي تجيبي الفلوس؟ راك غير موظفة بحالو و ماشي غندورة أو وارثة العمارات و الأراضي,
يسرا : راه مشاركة فواحد الجمعية.... عرفتي دوك الجمعيات للي تيسلفو الفلوس. ممكن يسلفوني و نرد ليهم على خاطري.
جليلة : بارك الله فيك. و شكرا غير منين فكرتي تعاونيه.
يسرا : لا تقوليش هاد الكلام أ جليلة. لا تنسايش راه انأ و عثمان كبرنا بجوج و دايرين بحال الخوت.
جليلة : ربي يخليك يا يسرا..... و فالحقيقة هادشي تيجرني ندخل فالموضوع للي جيتك اليوم على قبلو و نتمنى ما تردينيش بيدي خاويين.
يسرا : حشومة تقولي هاد الكلام. أنت غير آمري و أنا ما علي غير ننفد.
جليلة : حشا حشا........فالحقيقة..... أنا معروضة لواحد العرس هاد السبت و..... بغيت نطلب منك.....الا جات على خاطرك ... ديك المضمة ديال الذهب تسلفيها لي ليلة وحدة و نرجعها ليك.
يسرا ( تبتسم ) : بغيتي تخطفي الأنظار؟ أنت ربي عطاك الجمال و الا زتيها بالمضمة، أشنو غادي تخللي للعيالات الأخرين؟ بحال والو يشوفك العريس و يقول ليهم غيرت رأيي.
جليلة ( تبتسم ) : هيا بغيتي عثمان يرتاكب شي جريمة؟
يسرا : المهم. نخليو المزاح لمن بعد و نمشي نجيب ليك المضمة,
جليلة : ربي يخلليك يا أختي يسرا. ما عرفتش كيفاش يمكن نرد هاد الخيرات للي تتديري معانا أنا و عثمان.
يسرا : باقي تقولي هاد الكلام غادي نتقلق بالمعقول منك. راه تنعتابر عثمان خويا و أنت أختي.
جليلة : و الله الا نفس الشعور.
يسرا : نمشي نجيب المضمة.

يسمع طرق على الباب

يسرا : نمشي نشوف شكون.

يسمع فتح الباب

يسرا : نهار كبير هدا. حتى أنت يا عثمان طوالو رجليك و جيتي لعندي؟
جليلة : عثمان؟ أشنو جاي تتدير هنا؟ .....و مالك؟ تنشوفك فرحان..... فرحنا معاك.
عثمان : لقيت الموتور. البوليس لقى القبض على واحد العصابة البارح فالعشية متخصصة فسرقة الدراجات العادية و النارية و عيطو علي نشوف واش موتوري ضمن المحجوزات. و فعلا لقيتو.
يسرا : الحمد لله.... الحمد لله. و بهاد المناسبة ما غاديش تمشيو من عندي حتى تتغداو معايا.
جليلة : راه مايمكنش يا يسرا. خاصني نمشي نوجد.....
يسرا (مقاطعة ) : أنت ما غادي توجدي والو...... و زيدون. صدرت الأمر. صافي. من بعد الغدا سيري وجدي ما بغيتي . و زيدون، الا ما تغديتوش معايا ما غاديش نعطيك المضمة.
جليلة : حشومة عليك ا يسرا, راه ما بغيناش نبرزطوك.
يسرا : ا للا غير برزطوني. و كيف تيقولو : تعبك راحة.
عثمان : انا بعد قابل نتغدا هنا. غير قولي لي أشنو غادي تغدينا؟
جليلة ( تخاطب عثمان ) : يا ويلي يا عثمان. حشم شوية.
عثمان : علاه كاين شي واحد فالدنيا تيحشم من ختو؟ ( يخاطب يسرا ) الله يخليك أ يسرا، ديري شوية ديال الما يطيب, بغيت نتوضأ. الظهر قرب يودن.
يسرا : سير للكوزينة وحدك و طيب ما بغيتي, أنا غادي نمشي لبيت النعاس مع جليلة نجبد ليها المضمة للي طلبات لي. يالله أ جليلة نمشيو.






المشهد الثالث



في بيت الزوجين

عثمان ( ينادي ) : جليلة.... جليلة..... يا سربيني يا هاد المرا.
يسمع صوت جليلة آت من غرفة داخلية : دقيقة و هاني معاك. راه ساليت.
عثمان : سربي... راه التاكسي تيتسنا حدا الباب.

تظهر جليلة في ملابس العرس ( تكشيطة وقفطان و طبعا المضمة في وسطها).
عثمان ( يصفر إعجابا بها ) : واو واو. عندي ملكة جمال الكون و ما عايقش..... ما عرفتش علاش تيديرو ديك مسابقة ديال ملكة الجمال و ما تيعيطوش عليك أنت. غادي تفوزي بكل سهولة.
جليلة : كل وحدة و زهرها. و دابا، ما بقيتيش زربان؟ أو لا بحرا جاتك الكانة تتغزل في؟
عثمان : عندك الصح. و لكن راه غير تنشوفك تننسى كل ما فالدنيا. خصوصا إلا لبستي لي اللباس البلدي ديالنا.
جليلة : يا الله أ مولاي سربينا. و حتى نرجعو و قول لي أشنو تيعجبك و ما تايعجبكش.

يخرج الزوجان و يسمع باب المنزل يفتح ثم يغلق




المشهد الرابع





في بيت الزوجين

يفتح باب البيت و يدخل الزوجان و قد عادا من العرس.

عثمان : أشنو ظهر ليك فهاد العرس؟ مبرع، ياك؟
جليلة : علاه غير مبرع و سكتي؟ شي حاجة ما تتصورش. و لكن لا تنساش بأن عائلة يوسف ما مخصوصاش, و زد على دلك أن حتى هو خدام خدمة كبيرة فألمانيا و جا للمغرب و جيوبو عامرين.
عثمان : و لكن واخا هكاك، الأوركسترا كانت ناقصة شوية. ماشي حتال لهيه.
جليلة : ويلي.... شوفو هاد الراجل أشنو مقابل. واش أنت مشيتي باش تفرح بصاحبك و لا مشيتي تدير ناقد فني؟
عثمان : عندك الصح. المهم هو فوجنا على روسنا و نشطنا و شفنا صحاب الدراسة. تيبان نمشي نبدل حوايجي باش ننعس.
جليلة : بلاتي نحيد هاد الجلابة باش نحس براحتي ( تخلع جلبابها )
عثمان ( يصرخ ) : جليلللللللة
جليلة : مالك على هاد الصداع؟ شفتي شي مصيبة؟
عثمان : فين هي المضمة ديال الذهب؟
جليلة ( تنظر إلى مستوى بطنها ) : ويييييييييييييلي. فين هي هاد المضمة؟
عثمان : انا للي تنسول. ياك أنت للي كنت لابساها؟ علاش حيدتيها من وسطك؟
جليلة : انا ما حيدت والو. منين لبستها ما فارقات ذاتي.
جليلة : و فين هي دابا؟ علاش ما لبساهاش؟
جليلة ( تلطم خدها ) : ها ناري ها ناري... المضمة طاحت. مليون مشى.
عثمان : كيفاش طاحت؟
جليلة : كيف تتسمع. ما بقيتيش تتفهم العربية؟ طاحت يعني طاحت. مشات. باححححح.
عثمان : و فين طاحت ليك و كيفاش طاحت ليك؟
جليلة : يمكن طاحت فالتاكسي. أنا عاقلة كنت لابساها قبل ما نطلع التاكسي.
عثمان : بهاد السهولة طاحت بلا ما تحسي بها؟ ما يمكنش.
جليلة : تيبان داك شي للي وقع.....واش عقلتي على رقم التاكسي؟
عثمان : ما عقلت على والو. و زيدون ، واش تتظني إلا لقاها مول التاكسي غادي يرجعها؟ راه مليون هداك . فلوس صحاح.
جليلة : صحاب التاكسيات فيهم و فيهم. هادي هي الطبيعة البشرية. كاين المزيان و كاين للي ما مزيانش..... و دابا أشنو المعمول؟ يسرا قالت لي خاصني نرد ليها المضمة نهار الاثنين، يعني بعد غدا. واش تتظن غادي نلقاو التاكسي و نقدرو نرجعو المضمة.
عثمان : أش من مضمة. المضمة يا للا جليلة صلي عليها صلاة الجنازة. قولي لها وداعا. دابا خاصنا نفكرو كيفاش نرجعو المضمة ليسرا...... يعني خاصنا نشريو ليها وحدة أخرى.
جليلة : مالك دغيا فقدتي الأمل. غير سير لمحطة التاكسيات. راه ربما تشوف الشيفور ديال التاكسي للي جابنا و سولو واش شاف المضمة.
عثمان : فكرت فهداك الحل قبل ما تقوليه. و لكن إلا ما لقيناش المضمة؟
جليلة ( بعد صمت قصير ) : إلا ما لقيناش المضمة؟
عثمان : خاصنا نشريو ليسرا مضمة أخرى. يعني خاصنا مليون. و السؤال الكبير للي تيفرض راسو : منين غادي نجيبو ليها مليون.
جليلة : انا للي ضيعت المضمة و خاصني انا نلقى شي حل.
عثمان : خاصنا نلقاو الحل. تكلمي بصيغة الجمع. راك مراتي ماشي شي حد برانية علي. راه غرقنا بجوج و خاصنا نلقاو الحل بجوج.
جليلة ( بصوت منخفض ) : سمح لي بزاف أ عثمان على هاد المشكل الكبير للي خلقت ليك.
عثمان : ما عندنا ما نديرو بالأسف دابا. الأسف ما غاديش يرد المضمة للي ضاعت. الحل للي تيبان لي هو نبيع الموتور ديالي.
جليلة : ما يمكنش. أنت محتاج للموتور بزاف و أنت .....
عثمان ( مقاطعا ) : هدا هو الحل... و رغم دلك هادشي ما كافيش. الموتور بحرا غادي يجيب لي شي 4000 درهم أو 4500 درهم على الأكثر و حنا خاصنا مليون. خاصنا نبيعو التلفزة و الثلاجة و نزيد شي بركة صغيرة عندي فالبنك عاد يمكن نكمل مليون.

جليلة ( تبدأ في البكاء )
عثمان : أ جليلة، نعلي الشيطان. للي عطا الله عطاه..... خاصنا نفكرو ما نخسروش يسرا, دارت معانا خير الله يجازيها بخير و خاصنا نردو ليها الأمانة ديالها. و بلا ما تشعر بشي حاجة. فهمتي؟
جليلة ( لا تجيب )
عثمان : جليلة، الله يرضي عليك . كوني قوية و عرفي أن البكا ما غاديش يرجع شي حاجة.
جليلة : و لكن راه غادي نخسرو الموتور ديالك للي هو بمثابة الرجلين دياولك. و ماشي غير الموتور. غادي نخسرو الثلاجة و التلفزة. و هدا تيعني انه إلا خاصنا نعاودو نشريهم خاصنا ....... خاصنا نتقشفو و نزيرو السمطة.
عثمان : بما أن هدا هو الحل لي كاين، غادي نديروه. و شوية بشوية حتى نعاودو نجيبو شي تلفزة و ثلاجة حسن من هادو للي عندنا. و نشري شي سيارة صغيرة، ماشي غير موتور.
جليلة : رغم كلشي هادشي باقي تتفائل؟
عثمان : و علاه غير خسرنا مليون صافي راه تقدات الدنيا؟ الدنيا باقي طويلة إنشاء الله و غادي نحققو بزاف ديال الحوايج.
جليلة : عثمان ، خاصك تشوف لي شي خدمة باش نعاونك حتى أنا. ما يمكنش نخليك تهز الحمل وحدك.
عثمان : ما تخافيش على راجلك. فران و قاد بحومة.
جليلة ( بإصرار ) : أنا لازم ما نشوف شي خدمة.
عثمان : مصرة ؟
جليلة : و بزاف.
عثمان ( بعد تفكير قصير ) : هممممم ... أنت عندك ليصانص فالفرنسية . دابا نشوف واحد صاحبي خدام فواحد مركز من مركز الاتصال يشوف ليك شي خدمة.
جليلة : ما عرفتش كيفاش نعتادر منك ا عثمان.
عثمان : كيف قلت ليك. أنت مراتي و غادي ديما تبقاي مراتي للي تنحب و تنخاف عليها. أما هادشي راه كاملو غادي يفوت. غدا أو بعدو غادي نبداو نعاودو هادشي كيف شي نكتة و نضحكو عليه... المهم. تيبان غادي نمشي ندير واحد الخطوة لابد منها فالأول : نمشي نشوف محطة التاكسيات هو الأول و نشوف إلا بان ليا الشيفور للي جابنا للدار. و إلا ما بانش..... ديك الساعة ندوزو للخطوة الثانية. و للي تنطلب منك أ جليلة عفاك، ما نشوفش الدموع فعينيك...... لي عطا الله عطاه. حياتنا خاصها تستمر رغم كلشي. سيري دخلي بدلي حوايجك و ستراحي بلما نمشي نخرج أنا.

يبتعد عثمان عن جليلة




المشهد الخامس





في بيت يسرا
يسمع طرق على الباب. تفتح يسرا و تدخل هي متبوعة بجليلة

يسرا : يا ألف مرحبا بختي جليلة.
جليلة : حج مبرور و ذنب مغفور إنشاء الله.
يسرا : العقبى ليك أنت و عثمان. تزورو حتى أنتما داك المقام العظيم للي عزيز على كل مسلم و مسلمة.
جليلة : يا رب آمين. لهلا يعكس أمور, و لكن ما نظنش فالوقت الحالي يمكن نمشيو. عرفتي الظروف المالية ديالنا كيف دايرة.
يسرا : إلا كانت غير النية الله تيسر من عندو الأمور.... والله يا ختي جليلة إما كرهت نبقى طول حياتي فداك المقام العظيم. تتحسي بواحد الراحة نفسية و واحد القرب من الله سبحانه و تعالى. و تتشوفي أجناس مختلفة من جميع القارات و كاملهم تيقولو كلمة وحدة : لبيك اللهم لبيك..... قولي لي ا جليلة، فين خليتي عثمان؟ مالو ما جاش معاك؟ و علاش ما جبتيش معاك ولدك ياسين؟
جليلة : مشا يزور واحد صاحبو فالخدمة مريض مسكين و دا معاه ياسين. و لكن قال لي نسبقو لعنك. واحد الساعة على الأكثر و يكون هنا.
يسرا : ايوا.... عاودي لي أنت أش من جديد عندك خلال هاد الشهر للي غبت فيه؟
جليلة : ما كاين حتى جديد. كيف خليتينا كيف حنا باقيين. غير ربما المسألة للي ما تتعرفيهاش أنني حاملة مرة أخرى.
يسرا : مبارك و مسعود.
جليلة : الله يبارك فيك. و لكن أنا ما كنتش بغيت نجيبو ولد آخر. عرفتي كولشي..... الخلصة ديال عثمان ما تتقدناش حنا بثلاثة. و منين خرجت أنا من الخدمة باش نقابل ياسين ما باقيش قدرت لصداع الخدمة.
يسرا : لا تقوليش هادشي. كل ولد تيتزاد تيزاد معاه رزقو. خللي تيقتك كبيرة فالله و كولشي غادي يكون على أحسن ما يرام.
جليلة : و نعم بالله.
يسرا : و أشنو باقي دار عثمان فديك الخدمة الجديدة؟ كان قال لي قبل ما نمشي للحج أنه غادي يستقل من هاد الخدمة و غادي يشوف شي خدمة أخرى فيها الخلصة حسن من هادي للي فيها دابا؟
جليلة : ما كاين والو من هديك الهضرة. السيد للي كان بغى يفتح الشركة قبض عليه البوليس و عطاه للأنتربول. صدق نصب على شي انجليز و دخل لمغرب و قال لعثمان راه جمع شي فلوس من الغربة. و عثمان تيقو و فكر فعلا يستقل من الشركة فاش خدام. و لكن لطف الله و تفضح داك النصاب قبل ما يخرج عثمان على راسو و يستقل من الشركة فاش خدام.
يسرا : الحمد لله على لطف الله...... ويلي، نسيتيني، شداتنا الهضرة و نسيت نجيب ليك شي كاس ديال ماء زمزم و شي ثمر ديال ديك الأرض المباركة.
جليلة : بارك الله فيك . غير خلينا مجمعين و حتى يجي عثمان و ياسين و نشربو ماء زمزم.
يسرا : للي حبيتي.
جليلة : الحاجة يسرا، بغيت نسولك واحد السؤال و لكن محرجة شوية.
يسرا : لا تقوليش هاد الكلام. أنت أختي و ما عندكش علاش تتحرجي.
جليلة : قبل ما تمشي للحج ، كنت قلتي لي خاصاك شي مليون أو مليون و نص باش تكملي فلوس الحج. منين جبتي دوك الفلوس؟ ياك ما تسلفتيهم من عند ديك الجمعية للي تتسلفي ديما من عندهم؟
يسرا : ويلي يا أختي، راه الشرع تيقول ما خاصناش نتسلفو و نزيرو روسنا إلا بغينا نمشيو للحج. خاص الفلوس يكونو ديالك.
جليلة : و منين كملتي أنت الفلوس؟
يسرا : بعت شي دهب كان عندي. و الحمد لله كملت الفلوس للي خاصني.
جليلة ( صمت )
يسرا : جليلة، مالك ؟ تنشوفك مهمومة و حزينة. ياك ما كاين باس؟ اشنو تفكرتي؟
يسرا : لا لا والو.
يسرا : كيفاش والو؟ أنا تنشوفك مغيرة وتتقولي لي والو؟ قولي لي مالك؟ ياك ما عندك شي مشكل مادي؟ غير طلبي و أنا نعاونك.
جليلة : بارك الله فيك أ الحاجة يسرا...... الأمر و ما فيه أنه حيت دكرتي كلمة دهب تفكرت واحد الموضوع ما عمرني قلتو ليك.
يسرا : أش من موضوع؟ الله يسمعنا خير.
جليلة : باقي تتعقلي آخر مرة سلفتيني المضمة ديال الذهب ؟
يسرا : أخر مرة؟ سنين هادي باش سلفتك المضمة. ما بقيتش عاقلة.
جليلة : أنا عاقلة مزيان و ما عمر داك التاريخ يتمسح من ذاكرتي. هادي خمس سنين و أربعة أشهر باش تسلفت من عندك هاديك المضمة ديال الذهب باش نمشي لداك العرس المشئوم ديال داك يوسف للي رجع من ألمانيا.
يسرا : و علاش مشئوم؟ أشنو وقع فيه بالسلة؟
جليلة ( تأخذ نفسا عميقا ) : أشنو غادي نعاود ليك على ماداز علينا أنا و عثمان. مشينا للعرس و نشطنا و ردحنا و دوزنا وقت زوين.
يسرا : و من بعد؟
جليلة : فاش رجعت للدار لقيت ديك المضمة ديال الذهب ديالك طاحت لي فتاكسي.
يسرا : أشنو؟ طاحت ليك؟ ما عمرك عاودتي لي هاد القصة.
جليلة : إيه ا الحاجة. طاحت لي و ما باقيش لقيناها. و قررت أنا و عثمان نبيعو الموتور ديالو و الثلاجة و التلفزة باش نجمعو داك المليون باش شرينا ليك أخت ديك المضمة ديالك.
يسرا : ( مستغربة ) أشنو؟
جليلة : و ما نعاود ليكش التكرفيس للي داز على عثمان مسكين. كيف تتعرفي الموتور هو رجليه. منين باعو رجع للتكرفيس فالطوبيسات و التاكسيات. و منين جا العيد الكبير و بما انه ما عندنا تلاجة فاش نديرو اللحم، صدق عثمان خاد وحدة بالكريدي و ما كمل فلوسها على عام و نص.
يسرا : و علاش ما عاودتي لي هادشي ديك الساعة؟
جليلة : أشنو غادي نعاودليك ا الحاجة؟ أنت درتي في خير و سلفتيني المضمة ديال الذهب ديالك و كان لازم نرد ليك الأمانة. ما نقدرش نجي لعندك و نقول ليك : سمحي لي ، عطيتيني مضمة ديال الذهب تتسوى مليون و أنا وضرتها. سمحي لي يا أختي يسرا. كان لازم نرد ليك الأمانة.
يسرا : و لكن شكون للي قال ليك هديك المضمة ديال الذهب؟
جليلة : كيفاش شكون للي قالها لي؟ باينة ديال الذهب.
يسرا : و لكن هديك المضمة غير ديال البلاكيور. و كيف تتعرفي البلاكيور تيشبه للذهب. ديك المضمة شريتها غير ب 250 درهم. ماشي مليون.
جليلة ( في قمة الاستغراب ) : أشنو؟ 250 درهم؟؟؟؟؟ ماشي مليون؟؟؟
يسرا : إيه. غير 250 درهم. تنعرف واحد السيد تيمشي للشمال و وصيتو يجيبها لي.
جليلة : ما يمكنش. ما ينمكنش.
يسرا : كيفاش ما يمكنش؟ واش ما صدقتينيش؟ السيد باقي كاين و إلا بغيتي يجيب ليك شي مضمة من الشمال ب 250 درهم نقولها ليه.
جليلة : يعني أننا بعنا حوايجنا كاملهم و عشنا فالفقر و الفقسة على قبل مضمة ديال 250 درهم؟
يسرا : هادشي للي كاين.
جليلة : يعني خدينا من عندك مضمة تتسوى 250 درهم و بدلنها ليك بوحدة ديال مليون؟
يسرا : كون جيتو لعندي و صارحتوني ما يوقعش ليكم هادشي و تخسرو الفلوس ديالكم.


النهاية















مسرحية قصيرة بالدارجة

D’après l’œuvre abondante de l’écrivain Guy de Maupassant, on va lire l’une de
Ses Nouvelle intitulée « la parure », mais dans sa version marocaine.


مسرحية قصيرة من خمسة مشاهد

الشخصيات

الزوج عثمان
الزوجة جليلة
ابنة خالة الزوج يسرا



المشهد الأول



في بيت الزوجين عثمان و جليلة.

يسمع باب البيت يفتح

الزوجة : عثمان؟ ياك ما كاين باس؟ ماشي من عادتك تتعطل فالخدمة؟
عثمان : ماشي فالخدمة فين تعطلت. تعطلت حيت مشيت للكوميسارية.
جليلة : الكوميسارية؟ و اشنو داك للكوميسارية يا ودي؟ ياك ما كاين باس؟
عثمان : شفرو لي الموتور ديالي.
جليلة : شفرو الموتور؟ امتى شفروه؟ و كيفاش شفروه؟ و اشنو كنتي تتدير حتى شفروه؟ و أش من ساعة شفروه؟
عثمان : الله يخليك أ جليلة. بحرا كملت المحضر مع البوليس و ما في للي يعاود نفس الأسطوانة هنا ثاني. راه مهلوك و ميت بالجوع و الفقسة ديال سرقة الموتور ما خلات لي العقل نفكر.
جليلة : عاود لي على الأقل غير أشنو وقع حتى تشفر ليك الموتور؟
عثمان ( يتنفس بعمق ) : عرفت ما غادي تتفرقي مني حتى تعرفي التفاصيل و الشادة و الفادة فالقصة. غادي نعاود ليك باختصار. كيف تتعرفي اليوم تيدوز الخلاص ديال الشهر للبنك. و كيف تتعرفي تندوز ديما للشباك الأوتوماتكي نخرج الصاير ديال الشهر.
جليلة : هادشي تنعرفو. هات من الآخر.
عثمان : المهم. وقفت الموتور حدا الشباك و أنا نتلقى مع صديقي يوسف للي بحرا جا من ألمانيا. راه تتعرفيه.
جليلة : يوسف للي قرا معانا فالجامعة؟
عثمان : هو هداك أ للا. المهم. حيت شحال هادي ما شفتو.... تقريبا ست سنين، من نهار خرج لبرا. بدينا فالهضرة و هاد الموضوع تيجرنا للموضوع الآخر و ما عقلناش على الوقت حتى داز. واحد لوقيتا صونا البورطابل ديالو و قالت ليه أختو يسربي راسو. عند هاد اللحظة عاد تفكرت حتى أنا راه تعطلت. درنا موعد باش نتلقاو و مشى فحالو. منين تيريت الفلوس للي بغيت من الشباك الأوتوماتيكي و درت هداك الزرق فجيبي. جبدت السوارت باش نحل الموتور.
جليلة : لقيتيه في خبر كان.
عثمان : و دابا يا جليلة، ممكن تعتقيني بداك الغدا أو باقي عندك شي أسئلة أخرى؟
جليلة : قاد فمك يا هاد الراجل و عرف اشنو تتخرج من فمك. أنا راه مرتك و خاصني نعرف كلشي.
عثمان ( بعد صمت قصير ) : عندك الصح... سمحي لي أ جليلة . و الله إما بقى عندي الدماغ لشي حاجة. أنت تتعرفي بللي أنا موظف عادي و خلصتي كيف تيقولو حدو قدو و غير بستة و ستين كشيفة حتى جمعت خمسة آلاف درهم باش نشري هاد الموتور بون أوكازيون. و كان ناقص علي بزاف ديال المصاريف. قبل ما نديرو، كنت تنخلص تقريبا 16 درهم يوميا فالطاكسيات باش نوصل الخدمة . و منين درت الموتور و ليت تنخسر غير 7 دراهم تقريبا يوميا. و زد على هادشي كنت تنقضي بيه أغراضي و ما تنوقفش فبلاكة الطوبيس أو التاكسي و نشد الزحام و شوف واش نركب و لا لا.
جليلة : هاشي كاملو عارفاه. و أشنو المعمول دابا؟
عثمان : قيدت المحضر بحالي بحال جميع عباد الله و نتسنى ع الله يلقاه البوليس. و جاب الله تلاقيت فالكوميسارية بواحد الصديق قديم ديالي، و لد الحومة القديمة للي كبرت فيها، و واعدني يدير كل ما فجهدو باش يشد الشفار و يرجع لي موتوري فأقرب فرصة ممكنة.
جليلة : نتمناو خير. و لكن الا ما لقاوهش، أشنو المعمول؟
عثمان : مالنا على هاد الفال أ جليلة؟ خليك متفائلة.
جليلة : احتمال انك تلقاه كاين و لكن احتمال انك ما تلقاهم حتى هو وارد. داكشي علاش تنتكلم بمنطق.
عثمان : هاد المنطق غادي يسكت لي القلب الا وقع. واش عام و أنا مزير السمطة باش نجمع خمسة آلاف درهم باش نشريه و بغيتيني نبقى بعقلي؟
جليلة : غير تهنا ، ما غادي تحماق و ما غادي يوقع ليك والو. و لكن، خاصنا نعاودو نزيرو السمطة و نديرو سياسة التقشف لمدة سنة باش نشريو موتور آخر؟
جليلة : الا عندك شي حل آخر أغيثيني بيه. راه كيف تتعرفي ما قادش على كريدي من البنك و جميع صحابي موظفين عاديين بحالي و حتى شي واحد منهم ما يقدر يلفني خمسة آلاف درهم.
جليلة : خمسة آلاف درهم محال تكفيك. علاه ما سمعتيش الموتورات كبار ليهم الشان و تزادو فالثمن؟ و واخا بون أوكازيون.
عثمان : أنا تنعاود ليك مشكلتي باش تبردي علي و أنت تتزيدي تفقسيني؟....... المهم، كاين شي غدا؟ راه عصافير بطني ماتت، ماشي غير تتغوت.
جليلة : جوج دقايق نمشي نطيبو و يكون واجد. بلما تمشي تبدل حوايجك.

جليلة تهم بالخروج.

عثمان : جليلة.... أجي واحد الدقيقة الله يرضي عليك.
جليلة : مالك؟ أشنو تفكرتي؟
عثمان : كنت غادي ننسى...... صاحبي يوسف للي قلت ليك تلاقيت بيه.
جليلة : مالو حتى هو؟
عثمان : ما مالو والو. غير وكان بغى يضربها بتجويجا و عرض علي أنا و أنت.
جليلة : الله يكمل بخير. و أش من نهار إنشاء الله العرس؟
عثمان : هاد السبت فقاعة الأفراح للي موجودة فجليز.
جليلة : الله يجعل كلشي مبارك و مسعود....... و لكن كاينة واحد القضية.
عثمان : لا باقيش تذكري كلمة القضية على فمك الله يرضي عليك. تنتفكر الكوميسارية و تنتفكر موتوري.
جليلة : نبدلو الكلمة ا سي عثمان. للي بغيت نقول، عندي تكشيطة.... واخا لبستها فجوج عراسات من قبل ، و لكن عائلة يوسف ما عمرها شافتني لابساها.
عثمان : و أشنو هو المشكل؟
جليلة : الله ينجينا من المشاكل يا ودي..... غير هو الا قدرتي تقول لبنت خالتك يسرا تسلفني ديك المضمة ديال الذهب ديالها باش نلبسها فالعرس. عندها واحد المضمة تتهبل.
عثمان : و علاه مالك أللا ما تمشي عندها أنت ؟ ما عندكش اللسان أو لا أنت برانية عليها؟ سيري عندها و أنا تنعرف يسرا ما تقولش ليك لا.
جليلة : عندك الصح. غدا إنشاء الله نمشي عندها و نطلب ليها المضمة.
عثمان : و دابا، يمكن نمشيو ناكلو أو لا باقي غادي تتفكري شي حاجة أخرى؟
جليلة ( تبتسم ) : بغيتي غير تاكل و خفتي لتموت؟ زيد تبعني للكوزينة أمولاي.
عثمان : ما عمرك تتبدلي يا جليلة. ديما تتقلبي الهضرة قشابة.... المهم، سيري سبقيني للكوزينة. نمشي غير نبدل حوايجي و نجي.




المشهد الثاني



في بيت يسرا

يسمع طرق على الباب

يسرا : أصبر يا للي تيدق. هاني جايا. ( يسمع فتح الباب ثم يغلق ) يا مرحبا و ألف مرحبا بجليلة؟ كيف طرا و جرا حتى طحنا على بالك؟ مدة هدي ما جيتي لعندي.
جليلة : و الله أختي يسرا الا ديما فالبال. غير ما تنساليش.
يسرا ( تبتسم ) : للي سمعك تتقولي ما تتساليش يتسحابو خدامة فالأمم المتحدة أولا ما عرفت أشنو.
جليلة ( تبتسم ) : من حقك تقشبي علي يا للا, أنا للي هبيلة و جيت لعندك.
يسرا : يا مرحبا بيك وقتما جيتي. أنت تتعرفي الدار دارك. و كيف عامل واحد ولد خالتي عثمان؟ لباس عليه؟
جليلة : من ناحية الصحة لباس عليه. هو لباس عليه. و لكن من ناحية أخرى ما لباسش عليه.
يسرا : أش هادشي عندك؟ حجاية هادي و الا قلعتها غادي تعطيني جائزة؟ وضحي كلامك.
جليلة : أشنو غادي نقول ليك يا أختي يسرا. البارح داو الشفارة الموتور لعثمان.
يسرا : مسيكيييييييييين. وهداك الموتور هو رجليه. و مشى ديكلارا عند البوليس؟
جليلة : فالبلاصة...... و دابا هو و زهرو : يا إما يلقاوه و يرجعوه ليه أو لا يصلي عليه صلاة الجنازة و يشوف يجمع باش يشري موتور آخر.
يسرا : هداك ولد خالتي مسكين ما عندو زهر. المشاكل تتسابق باش تمشي لعندو.
جليلة : كيف قلتي، زهرو هداك.
يسرا : قولي ليه الا حتاج شي بركة باش يشري شي موتور آخر، يجي لعندي, ما يترددش,
جليلة : و منين غادي تجيبي الفلوس؟ راك غير موظفة بحالو و ماشي غندورة أو وارثة العمارات و الأراضي,
يسرا : راه مشاركة فواحد الجمعية.... عرفتي دوك الجمعيات للي تيسلفو الفلوس. ممكن يسلفوني و نرد ليهم على خاطري.
جليلة : بارك الله فيك. و شكرا غير منين فكرتي تعاونيه.
يسرا : لا تقوليش هاد الكلام أ جليلة. لا تنسايش راه انأ و عثمان كبرنا بجوج و دايرين بحال الخوت.
جليلة : ربي يخليك يا يسرا..... و فالحقيقة هادشي تيجرني ندخل فالموضوع للي جيتك اليوم على قبلو و نتمنى ما تردينيش بيدي خاويين.
يسرا : حشومة تقولي هاد الكلام. أنت غير آمري و أنا ما علي غير ننفد.
جليلة : حشا حشا........فالحقيقة..... أنا معروضة لواحد العرس هاد السبت و..... بغيت نطلب منك.....الا جات على خاطرك ... ديك المضمة ديال الذهب تسلفيها لي ليلة وحدة و نرجعها ليك.
يسرا ( تبتسم ) : بغيتي تخطفي الأنظار؟ أنت ربي عطاك الجمال و الا زتيها بالمضمة، أشنو غادي تخللي للعيالات الأخرين؟ بحال والو يشوفك العريس و يقول ليهم غيرت رأيي.
جليلة ( تبتسم ) : هيا بغيتي عثمان يرتاكب شي جريمة؟
يسرا : المهم. نخليو المزاح لمن بعد و نمشي نجيب ليك المضمة,
جليلة : ربي يخلليك يا أختي يسرا. ما عرفتش كيفاش يمكن نرد هاد الخيرات للي تتديري معانا أنا و عثمان.
يسرا : باقي تقولي هاد الكلام غادي نتقلق بالمعقول منك. راه تنعتابر عثمان خويا و أنت أختي.
جليلة : و الله الا نفس الشعور.
يسرا : نمشي نجيب المضمة.

يسمع طرق على الباب

يسرا : نمشي نشوف شكون.

يسمع فتح الباب

يسرا : نهار كبير هدا. حتى أنت يا عثمان طوالو رجليك و جيتي لعندي؟
جليلة : عثمان؟ أشنو جاي تتدير هنا؟ .....و مالك؟ تنشوفك فرحان..... فرحنا معاك.
عثمان : لقيت الموتور. البوليس لقى القبض على واحد العصابة البارح فالعشية متخصصة فسرقة الدراجات العادية و النارية و عيطو علي نشوف واش موتوري ضمن المحجوزات. و فعلا لقيتو.
يسرا : الحمد لله.... الحمد لله. و بهاد المناسبة ما غاديش تمشيو من عندي حتى تتغداو معايا.
جليلة : راه مايمكنش يا يسرا. خاصني نمشي نوجد.....
يسرا (مقاطعة ) : أنت ما غادي توجدي والو...... و زيدون. صدرت الأمر. صافي. من بعد الغدا سيري وجدي ما بغيتي . و زيدون، الا ما تغديتوش معايا ما غاديش نعطيك المضمة.
جليلة : حشومة عليك ا يسرا, راه ما بغيناش نبرزطوك.
يسرا : ا للا غير برزطوني. و كيف تيقولو : تعبك راحة.
عثمان : انا بعد قابل نتغدا هنا. غير قولي لي أشنو غادي تغدينا؟
جليلة ( تخاطب عثمان ) : يا ويلي يا عثمان. حشم شوية.
عثمان : علاه كاين شي واحد فالدنيا تيحشم من ختو؟ ( يخاطب يسرا ) الله يخليك أ يسرا، ديري شوية ديال الما يطيب, بغيت نتوضأ. الظهر قرب يودن.
يسرا : سير للكوزينة وحدك و طيب ما بغيتي, أنا غادي نمشي لبيت النعاس مع جليلة نجبد ليها المضمة للي طلبات لي. يالله أ جليلة نمشيو.






المشهد الثالث



في بيت الزوجين

عثمان ( ينادي ) : جليلة.... جليلة..... يا سربيني يا هاد المرا.
يسمع صوت جليلة آت من غرفة داخلية : دقيقة و هاني معاك. راه ساليت.
عثمان : سربي... راه التاكسي تيتسنا حدا الباب.

تظهر جليلة في ملابس العرس ( تكشيطة وقفطان و طبعا المضمة في وسطها).
عثمان ( يصفر إعجابا بها ) : واو واو. عندي ملكة جمال الكون و ما عايقش..... ما عرفتش علاش تيديرو ديك مسابقة ديال ملكة الجمال و ما تيعيطوش عليك أنت. غادي تفوزي بكل سهولة.
جليلة : كل وحدة و زهرها. و دابا، ما بقيتيش زربان؟ أو لا بحرا جاتك الكانة تتغزل في؟
عثمان : عندك الصح. و لكن راه غير تنشوفك تننسى كل ما فالدنيا. خصوصا إلا لبستي لي اللباس البلدي ديالنا.
جليلة : يا الله أ مولاي سربينا. و حتى نرجعو و قول لي أشنو تيعجبك و ما تايعجبكش.

يخرج الزوجان و يسمع باب المنزل يفتح ثم يغلق




المشهد الرابع





في بيت الزوجين

يفتح باب البيت و يدخل الزوجان و قد عادا من العرس.

عثمان : أشنو ظهر ليك فهاد العرس؟ مبرع، ياك؟
جليلة : علاه غير مبرع و سكتي؟ شي حاجة ما تتصورش. و لكن لا تنساش بأن عائلة يوسف ما مخصوصاش, و زد على دلك أن حتى هو خدام خدمة كبيرة فألمانيا و جا للمغرب و جيوبو عامرين.
عثمان : و لكن واخا هكاك، الأوركسترا كانت ناقصة شوية. ماشي حتال لهيه.
جليلة : ويلي.... شوفو هاد الراجل أشنو مقابل. واش أنت مشيتي باش تفرح بصاحبك و لا مشيتي تدير ناقد فني؟
عثمان : عندك الصح. المهم هو فوجنا على روسنا و نشطنا و شفنا صحاب الدراسة. تيبان نمشي نبدل حوايجي باش ننعس.
جليلة : بلاتي نحيد هاد الجلابة باش نحس براحتي ( تخلع جلبابها )
عثمان ( يصرخ ) : جليلللللللة
جليلة : مالك على هاد الصداع؟ شفتي شي مصيبة؟
عثمان : فين هي المضمة ديال الذهب؟
جليلة ( تنظر إلى مستوى بطنها ) : ويييييييييييييلي. فين هي هاد المضمة؟
عثمان : انا للي تنسول. ياك أنت للي كنت لابساها؟ علاش حيدتيها من وسطك؟
جليلة : انا ما حيدت والو. منين لبستها ما فارقات ذاتي.
جليلة : و فين هي دابا؟ علاش ما لبساهاش؟
جليلة ( تلطم خدها ) : ها ناري ها ناري... المضمة طاحت. مليون مشى.
عثمان : كيفاش طاحت؟
جليلة : كيف تتسمع. ما بقيتيش تتفهم العربية؟ طاحت يعني طاحت. مشات. باححححح.
عثمان : و فين طاحت ليك و كيفاش طاحت ليك؟
جليلة : يمكن طاحت فالتاكسي. أنا عاقلة كنت لابساها قبل ما نطلع التاكسي.
عثمان : بهاد السهولة طاحت بلا ما تحسي بها؟ ما يمكنش.
جليلة : تيبان داك شي للي وقع.....واش عقلتي على رقم التاكسي؟
عثمان : ما عقلت على والو. و زيدون ، واش تتظني إلا لقاها مول التاكسي غادي يرجعها؟ راه مليون هداك . فلوس صحاح.
جليلة : صحاب التاكسيات فيهم و فيهم. هادي هي الطبيعة البشرية. كاين المزيان و كاين للي ما مزيانش..... و دابا أشنو المعمول؟ يسرا قالت لي خاصني نرد ليها المضمة نهار الاثنين، يعني بعد غدا. واش تتظن غادي نلقاو التاكسي و نقدرو نرجعو المضمة.
عثمان : أش من مضمة. المضمة يا للا جليلة صلي عليها صلاة الجنازة. قولي لها وداعا. دابا خاصنا نفكرو كيفاش نرجعو المضمة ليسرا...... يعني خاصنا نشريو ليها وحدة أخرى.
جليلة : مالك دغيا فقدتي الأمل. غير سير لمحطة التاكسيات. راه ربما تشوف الشيفور ديال التاكسي للي جابنا و سولو واش شاف المضمة.
عثمان : فكرت فهداك الحل قبل ما تقوليه. و لكن إلا ما لقيناش المضمة؟
جليلة ( بعد صمت قصير ) : إلا ما لقيناش المضمة؟
عثمان : خاصنا نشريو ليسرا مضمة أخرى. يعني خاصنا مليون. و السؤال الكبير للي تيفرض راسو : منين غادي نجيبو ليها مليون.
جليلة : انا للي ضيعت المضمة و خاصني انا نلقى شي حل.
عثمان : خاصنا نلقاو الحل. تكلمي بصيغة الجمع. راك مراتي ماشي شي حد برانية علي. راه غرقنا بجوج و خاصنا نلقاو الحل بجوج.
جليلة ( بصوت منخفض ) : سمح لي بزاف أ عثمان على هاد المشكل الكبير للي خلقت ليك.
عثمان : ما عندنا ما نديرو بالأسف دابا. الأسف ما غاديش يرد المضمة للي ضاعت. الحل للي تيبان لي هو نبيع الموتور ديالي.
جليلة : ما يمكنش. أنت محتاج للموتور بزاف و أنت .....
عثمان ( مقاطعا ) : هدا هو الحل... و رغم دلك هادشي ما كافيش. الموتور بحرا غادي يجيب لي شي 4000 درهم أو 4500 درهم على الأكثر و حنا خاصنا مليون. خاصنا نبيعو التلفزة و الثلاجة و نزيد شي بركة صغيرة عندي فالبنك عاد يمكن نكمل مليون.

جليلة ( تبدأ في البكاء )
عثمان : أ جليلة، نعلي الشيطان. للي عطا الله عطاه..... خاصنا نفكرو ما نخسروش يسرا, دارت معانا خير الله يجازيها بخير و خاصنا نردو ليها الأمانة ديالها. و بلا ما تشعر بشي حاجة. فهمتي؟
جليلة ( لا تجيب )
عثمان : جليلة، الله يرضي عليك . كوني قوية و عرفي أن البكا ما غاديش يرجع شي حاجة.
جليلة : و لكن راه غادي نخسرو الموتور ديالك للي هو بمثابة الرجلين دياولك. و ماشي غير الموتور. غادي نخسرو الثلاجة و التلفزة. و هدا تيعني انه إلا خاصنا نعاودو نشريهم خاصنا ....... خاصنا نتقشفو و نزيرو السمطة.
عثمان : بما أن هدا هو الحل لي كاين، غادي نديروه. و شوية بشوية حتى نعاودو نجيبو شي تلفزة و ثلاجة حسن من هادو للي عندنا. و نشري شي سيارة صغيرة، ماشي غير موتور.
جليلة : رغم كلشي هادشي باقي تتفائل؟
عثمان : و علاه غير خسرنا مليون صافي راه تقدات الدنيا؟ الدنيا باقي طويلة إنشاء الله و غادي نحققو بزاف ديال الحوايج.
جليلة : عثمان ، خاصك تشوف لي شي خدمة باش نعاونك حتى أنا. ما يمكنش نخليك تهز الحمل وحدك.
عثمان : ما تخافيش على راجلك. فران و قاد بحومة.
جليلة ( بإصرار ) : أنا لازم ما نشوف شي خدمة.
عثمان : مصرة ؟
جليلة : و بزاف.
عثمان ( بعد تفكير قصير ) : هممممم ... أنت عندك ليصانص فالفرنسية . دابا نشوف واحد صاحبي خدام فواحد مركز من مركز الاتصال يشوف ليك شي خدمة.
جليلة : ما عرفتش كيفاش نعتادر منك ا عثمان.
عثمان : كيف قلت ليك. أنت مراتي و غادي ديما تبقاي مراتي للي تنحب و تنخاف عليها. أما هادشي راه كاملو غادي يفوت. غدا أو بعدو غادي نبداو نعاودو هادشي كيف شي نكتة و نضحكو عليه... المهم. تيبان غادي نمشي ندير واحد الخطوة لابد منها فالأول : نمشي نشوف محطة التاكسيات هو الأول و نشوف إلا بان ليا الشيفور للي جابنا للدار. و إلا ما بانش..... ديك الساعة ندوزو للخطوة الثانية. و للي تنطلب منك أ جليلة عفاك، ما نشوفش الدموع فعينيك...... لي عطا الله عطاه. حياتنا خاصها تستمر رغم كلشي. سيري دخلي بدلي حوايجك و ستراحي بلما نمشي نخرج أنا.

يبتعد عثمان عن جليلة




المشهد الخامس





في بيت يسرا
يسمع طرق على الباب. تفتح يسرا و تدخل هي متبوعة بجليلة

يسرا : يا ألف مرحبا بختي جليلة.
جليلة : حج مبرور و ذنب مغفور إنشاء الله.
يسرا : العقبى ليك أنت و عثمان. تزورو حتى أنتما داك المقام العظيم للي عزيز على كل مسلم و مسلمة.
جليلة : يا رب آمين. لهلا يعكس أمور, و لكن ما نظنش فالوقت الحالي يمكن نمشيو. عرفتي الظروف المالية ديالنا كيف دايرة.
يسرا : إلا كانت غير النية الله تيسر من عندو الأمور.... والله يا ختي جليلة إما كرهت نبقى طول حياتي فداك المقام العظيم. تتحسي بواحد الراحة نفسية و واحد القرب من الله سبحانه و تعالى. و تتشوفي أجناس مختلفة من جميع القارات و كاملهم تيقولو كلمة وحدة : لبيك اللهم لبيك..... قولي لي ا جليلة، فين خليتي عثمان؟ مالو ما جاش معاك؟ و علاش ما جبتيش معاك ولدك ياسين؟
جليلة : مشا يزور واحد صاحبو فالخدمة مريض مسكين و دا معاه ياسين. و لكن قال لي نسبقو لعنك. واحد الساعة على الأكثر و يكون هنا.
يسرا : ايوا.... عاودي لي أنت أش من جديد عندك خلال هاد الشهر للي غبت فيه؟
جليلة : ما كاين حتى جديد. كيف خليتينا كيف حنا باقيين. غير ربما المسألة للي ما تتعرفيهاش أنني حاملة مرة أخرى.
يسرا : مبارك و مسعود.
جليلة : الله يبارك فيك. و لكن أنا ما كنتش بغيت نجيبو ولد آخر. عرفتي كولشي..... الخلصة ديال عثمان ما تتقدناش حنا بثلاثة. و منين خرجت أنا من الخدمة باش نقابل ياسين ما باقيش قدرت لصداع الخدمة.
يسرا : لا تقوليش هادشي. كل ولد تيتزاد تيزاد معاه رزقو. خللي تيقتك كبيرة فالله و كولشي غادي يكون على أحسن ما يرام.
جليلة : و نعم بالله.
يسرا : و أشنو باقي دار عثمان فديك الخدمة الجديدة؟ كان قال لي قبل ما نمشي للحج أنه غادي يستقل من هاد الخدمة و غادي يشوف شي خدمة أخرى فيها الخلصة حسن من هادي للي فيها دابا؟
جليلة : ما كاين والو من هديك الهضرة. السيد للي كان بغى يفتح الشركة قبض عليه البوليس و عطاه للأنتربول. صدق نصب على شي انجليز و دخل لمغرب و قال لعثمان راه جمع شي فلوس من الغربة. و عثمان تيقو و فكر فعلا يستقل من الشركة فاش خدام. و لكن لطف الله و تفضح داك النصاب قبل ما يخرج عثمان على راسو و يستقل من الشركة فاش خدام.
يسرا : الحمد لله على لطف الله...... ويلي، نسيتيني، شداتنا الهضرة و نسيت نجيب ليك شي كاس ديال ماء زمزم و شي ثمر ديال ديك الأرض المباركة.
جليلة : بارك الله فيك . غير خلينا مجمعين و حتى يجي عثمان و ياسين و نشربو ماء زمزم.
يسرا : للي حبيتي.
جليلة : الحاجة يسرا، بغيت نسولك واحد السؤال و لكن محرجة شوية.
يسرا : لا تقوليش هاد الكلام. أنت أختي و ما عندكش علاش تتحرجي.
جليلة : قبل ما تمشي للحج ، كنت قلتي لي خاصاك شي مليون أو مليون و نص باش تكملي فلوس الحج. منين جبتي دوك الفلوس؟ ياك ما تسلفتيهم من عند ديك الجمعية للي تتسلفي ديما من عندهم؟
يسرا : ويلي يا أختي، راه الشرع تيقول ما خاصناش نتسلفو و نزيرو روسنا إلا بغينا نمشيو للحج. خاص الفلوس يكونو ديالك.
جليلة : و منين كملتي أنت الفلوس؟
يسرا : بعت شي دهب كان عندي. و الحمد لله كملت الفلوس للي خاصني.
جليلة ( صمت )
يسرا : جليلة، مالك ؟ تنشوفك مهمومة و حزينة. ياك ما كاين باس؟ اشنو تفكرتي؟
يسرا : لا لا والو.
يسرا : كيفاش والو؟ أنا تنشوفك مغيرة وتتقولي لي والو؟ قولي لي مالك؟ ياك ما عندك شي مشكل مادي؟ غير طلبي و أنا نعاونك.
جليلة : بارك الله فيك أ الحاجة يسرا...... الأمر و ما فيه أنه حيت دكرتي كلمة دهب تفكرت واحد الموضوع ما عمرني قلتو ليك.
يسرا : أش من موضوع؟ الله يسمعنا خير.
جليلة : باقي تتعقلي آخر مرة سلفتيني المضمة ديال الذهب ؟
يسرا : أخر مرة؟ سنين هادي باش سلفتك المضمة. ما بقيتش عاقلة.
جليلة : أنا عاقلة مزيان و ما عمر داك التاريخ يتمسح من ذاكرتي. هادي خمس سنين و أربعة أشهر باش تسلفت من عندك هاديك المضمة ديال الذهب باش نمشي لداك العرس المشئوم ديال داك يوسف للي رجع من ألمانيا.
يسرا : و علاش مشئوم؟ أشنو وقع فيه بالسلة؟
جليلة ( تأخذ نفسا عميقا ) : أشنو غادي نعاود ليك على ماداز علينا أنا و عثمان. مشينا للعرس و نشطنا و ردحنا و دوزنا وقت زوين.
يسرا : و من بعد؟
جليلة : فاش رجعت للدار لقيت ديك المضمة ديال الذهب ديالك طاحت لي فتاكسي.
يسرا : أشنو؟ طاحت ليك؟ ما عمرك عاودتي لي هاد القصة.
جليلة : إيه ا الحاجة. طاحت لي و ما باقيش لقيناها. و قررت أنا و عثمان نبيعو الموتور ديالو و الثلاجة و التلفزة باش نجمعو داك المليون باش شرينا ليك أخت ديك المضمة ديالك.
يسرا : ( مستغربة ) أشنو؟
جليلة : و ما نعاود ليكش التكرفيس للي داز على عثمان مسكين. كيف تتعرفي الموتور هو رجليه. منين باعو رجع للتكرفيس فالطوبيسات و التاكسيات. و منين جا العيد الكبير و بما انه ما عندنا تلاجة فاش نديرو اللحم، صدق عثمان خاد وحدة بالكريدي و ما كمل فلوسها على عام و نص.
يسرا : و علاش ما عاودتي لي هادشي ديك الساعة؟
جليلة : أشنو غادي نعاودليك ا الحاجة؟ أنت درتي في خير و سلفتيني المضمة ديال الذهب ديالك و كان لازم نرد ليك الأمانة. ما نقدرش نجي لعندك و نقول ليك : سمحي لي ، عطيتيني مضمة ديال الذهب تتسوى مليون و أنا وضرتها. سمحي لي يا أختي يسرا. كان لازم نرد ليك الأمانة.
يسرا : و لكن شكون للي قال ليك هديك المضمة ديال الذهب؟
جليلة : كيفاش شكون للي قالها لي؟ باينة ديال الذهب.
يسرا : و لكن هديك المضمة غير ديال البلاكيور. و كيف تتعرفي البلاكيور تيشبه للذهب. ديك المضمة شريتها غير ب 250 درهم. ماشي مليون.
جليلة ( في قمة الاستغراب ) : أشنو؟ 250 درهم؟؟؟؟؟ ماشي مليون؟؟؟
يسرا : إيه. غير 250 درهم. تنعرف واحد السيد تيمشي للشمال و وصيتو يجيبها لي.
جليلة : ما يمكنش. ما ينمكنش.
يسرا : كيفاش ما يمكنش؟ واش ما صدقتينيش؟ السيد باقي كاين و إلا بغيتي يجيب ليك شي مضمة من الشمال ب 250 درهم نقولها ليه.
جليلة : يعني أننا بعنا حوايجنا كاملهم و عشنا فالفقر و الفقسة على قبل مضمة ديال 250 درهم؟
يسرا : هادشي للي كاين.
جليلة : يعني خدينا من عندك مضمة تتسوى 250 درهم و بدلنها ليك بوحدة ديال مليون؟
يسرا : كون جيتو لعندي و صارحتوني ما يوقعش ليكم هادشي و تخسرو الفلوس ديالكم.


النهاية